-A +A
حمود أبو طالب
«البيئة المناسبة».. هذه هي الشماعة التي نعلق عليها كثيرا من حاجاتنا وشؤوننا المعطلة، وهذه البيئة يتصورها كل شخص أو كل طرف أو كل فريق حسب مفاهيمه وقناعاته الخاصة، وبالتالي يستمر الخلاف والجدل ولا تظهر إلى الوجود هذه البيئة لأن صفة «المناسبة» غير متفق عليها، وربما كان آخر مثال على هذه الجدلية موضوع قيادة المرأة للسيارة في مجلس الشورى بعد طرح توصية بتهيئة البيئة المناسبة لقيادة المرأة.

وفقا لصحيفة الوطن يوم الأحد الماضي فقد وافقت وزارة الصحة على منح تراخيص مزاولة المهنة للكوادر النسائية في الصيدليات بالمجمعات التجارية المغلقة، أي المولات، مع احتمال السماح لهن بالعمل مستقبلا في الصيدليات الخارجية إذا نجحت التجربة داخل المولات. وهنا تتحدث الوزارة بصيغة مواربة عن مسألة توافر البيئة المناسبة، داخل المولات أو خارجها، أي أننا نعود مرة أخرى إلى المربع الأول وكأن البيئة تخلق نفسها وليس نحن الذين باستطاعتهم إيجادها بالأنظمة والقوانين.


وللعلم فهناك عدد كبير جدا من خريجات الصيدلة العاطلات، وهذه الخطوة لن تتيح فرصة العمل إلا لـ ٥٪‏ منهن فقط، والباقي عليهن انتظار ظهور البيئة المناسبة في زمن ما، لا يعلمه إلا الله. وفي جانب آخر يبدو الأمر وكأننا أوجدنا فرصة عمل للصيدلانية السعودية في كل المرافق الصحية الحكومية بمختلف مستوياتها وكذلك القطاع الصحي الخاص، والفائض تم توجيهه لصيدليات المولات، وبالتأكيد هذا غير صحيح، ولكم أن تتخيلوا هذا الوضع النشاز في بلد ما زال معظم العاملين في قطاعاته الصحية من الأجانب.

هذه البيئة المناسبة أيها السادة المسؤولون ليست معجزة، وبناتنا لسن كائنات هشة مختلة قابلة للعطب لأدنى سبب، بعضنا هم الذين صوروا ذلك واخترعوا مصطلح البيئة المناسبة التي استعصت علينا، وكان ضحيتها آلاف من بناتنا المؤهلات في كل التخصصات.